لمن يظهر..............

لمن يظهر (المهدي
المنتظر)؟!!
من المعلوم أن جميع
المسلمين يبشرون بالمهدي وظهوره في آخر الزمان. على اختلاف نظرياتهم في ذلك فمنهم
من يقول بأنه مولود وغائب إلى حين الظهور المرتقب. ومنهم من يقول بأنه سيولد في
آخر الزمان. هذا هو الاتجاه العام عندهم ولا أقل بالنسبة للمذاهب الرئيسية عند
المسلمين. بغض النظر عن الأطروحات الأخرى خلال التأريخ الإس...لامي.
ولسنا الآن بصد
الدخول في هذه المدارس والنظريات، لأن موضوعنا هنا لم يكتب من أجل ذلك. ولكننا
نقول إذا خرج وأيَّد فئة من المسلمين وقال بأن الحق معهم. فماذا سوف يكون حال الفئات الأخرى والتي هي أعداد هائلة من
المسلمين؟!! هل يقتنعون بسهولة بأن كل التفاصيل التي ساروا عليها في حياتهم
الدينية أو في أغلبها سوف تذهب أدراج الرياح؟!! هل من السهولة أن يقتنعوا بعملية
الإزاحة لكل ما اقتنعوا به هم وآباؤهم ولعدة أجيال طويلة على المستوى العقائدي
وعلى المستوى التشريعي، ليعطوا زمام الأمور لهذا المهدي ليؤسس له أديولوجية جديدة
على صعيد الدين؟!! هل يكون هذا الحل مرضياً ومقنعاً لدى الكثيرين، أم أن المقنع
لهم أكثر هو رفض دعوى هذا الشخص بأنه المهدي وأنه سوف يكون أقرب إلى التكذيب منه
إلى التصديق؟!! ومما يسهِّل أمر إنكاره أن الكثير في تأريخنا قد ادعى المهدوية
زوراً وبهتاناً ولم يتأسفوا على مصائر بعضهم التي انتهوا إليها.
لو حصرنا الكلام تحديداً
بالشيعة الإمامية، وفرضنا أن المهدي المنتظر قد خرج في العاشر من محرم كما عليه
رواياتهم. في وقت كان هذا التأريخ مختلف عليه فيما بينهم فمنهم من يقول على سبيل
المثال إن العاشر من محرم هو الجمعة ومنهم من يقول السبت ومنهم من يقول الأحد. فإذا خرج
في يوم الجمعة هل يكون مقنعاً لجماعة السبت أو الأحد؟!! والمشكلة ليست في التأريخ
فقد تكون بعض الاختلافات حول الهلال، وقد لا تكون ذات أهمية أو مشكلة. ولكن
المشكلة عندما يجد الشيعة على أقسام وجهات ومرجعيات متعددة. وبعض هذه الجهات أو
المرجعيات لا تحسن الظن بالجهات والمرجعيات الأخرى. وبعض أتباع هذه الجهات تعتبر
أن الحق معها وأن غيرهم إما أن يكونوا منحرفين وضالين، وإما أن يكونوا مشتبهين على
أقل التقادير. فماذا يفعل الإمام حينئذ؟! وإلى أي جهة يميل ويعتبرها أنها على
الجادة الصحيحة؟ وماذا سوف تكون ردة فعل البعض إذا رأوا أن هذا الذي يدعي بأنه
المهدي قد اعتبر مرجعيتهم على ضلال أو خطأ أو اشتباه أو ما شئت فعبر؟!! فهل من
السهولة أن يعتبروا أن ادعائه صحيح؟ أم أنهم سوف يعتبرونه خارج عن طاعة المرجعية؟
أم أنه عميل جاء ليعتدي على مقام المرجعية؟!!
أنا لم أكتب هذه
السطور للحديث عن الإمام المهدي(ع)، وإنما كتبتها لأنبه إلى مستويات الانحدار
والتمزق والتفرقة التي عليها حال المسلمين. وإلى متى سوف نستمر على هذا التمزق
والتشتت والتشرذم؟!! إلى متى تستمر هذه الخلافات وتتسع هوتها من أجل اختلافات لا
داعي لها أصلاً؟!! إلى متى نظل يكفر بعضنا بعضاً ويستبيح بعضنا دماء البعض الآخر
من أجل لا شيء؟!!
هل لدينا القدرة
والجرأة على مراجعة حساباتنا جميعاً لنرى مواطن الخلل لنعمل على تصحيحها؟ مع العلم
أننا لسنا بمعصومين وعلينا أن نعترف بأخطائنا أمام أنفسنا لا أقل. وليس بالضرورة
دائماً علينا أن نعلن عن ذلك وإنما يكفي أن نصحح مسارنا..
هل لدينا القدرة
والجرأة أن نعيد النظر بكل قناعاتنا السابقة وننتقدها بموضوعية وبتجرد حتى على
مستوى الدين والعقيدة؟!!
هل حان الوقت الذي
نكف به عن إقحام الدين والعقيدة في مشاكلنا ولا نحول الدين إلى أداة للتمزق والقتل
واستباحة الدماء؟!!
هل حان الوقت لنكون
في مصاف الشعوب المتقدمة على المستوى الفكري والعلمي والتكنولوجي؟!!
أنا أجزم بأن الوقت
لم يحن، ولكن الطريق الطويل يبدأ بخطوة..
محبتي للجميع.

السلام عليك ياأبي الروحي